رواية قرن فضه وقرن ذهب كامله
بدر يستمع بشوق لهذه الحكاية وسأل الصياد هل قال جدك شيئا عن مكانها
أجاب نعم لقد كان يعرف كيف يهتدي بالنجوم لكن نسيت كثيرا من التفاصيل
قال بدر هل تبيعني قاربك فهو يبدو متينا
أجاب الصياد نعم لقد صنعته بنفسي وإذا أعطيتني ما يكفي من المال تركته لك فلم يعد الصيد مربحا كما كان من قبل
أخرج له بدر صرة الدنانير وقال له هل يكفيك هذا
قال بدر لقد كانت معلوماتك مفيدة وسأترك فرسي عندك فإن لم أعد فهو حلال عليك
قال الصياد لقد تذكرت أن جدي تحدث مرة عن كوكبة الدب الأصغر ربما يعني لك هذا شيئا فأنا لست بارعا مثله في قراءة النجوم
ركب بدر الزورق وترك التيار يحمله فهو لا يدري أن يتجه ولم يفهم ما قاله الصياد عن النجوم وقد لا يكون صحيحا فهو عچوز وذاكرته ضعيفة مضت خمسة أيام وبدر تائه في البحر ولا شيئ في الأفق قال في نفسه قريبا سينفذ الطعام والماء وسيكون حالي صعبا
قام وأدار الدفة شرقا فليس له ما يخسره من المحاولة لم يكن خائڤا على نفسه من المۏټ ما يقلقه هو أخته
كان يحس بالتعب فأغمض عينيه وراح في سبات عمېق
قال له أنا ملك هذا البحر ولا يأتي هنا من الإنس إلا غريق أو تائه خذ هذا الطعام وسأخرجك من هنا
لكن بدر قال
له لقد أتيت هنا متعمدا
إستغرب شيخ البحر وسأله ما حاجتك
إلى القرن الفضي
لاحظ بدر ذلك فنزع القلادة من ړقبته وقال هذه
هدية مني إليك
تأملها الشيخ في إعجاب فإذا عليها كتابة فسأل عنها
أجاب بدر إنها آيات من القرآن ثم قرأ ما فيها
فبكى الشيخ وقال ما أحلى هذا الكلام أنا أيضا سأعطيك هدية من اللآلئ والجواهر التي لا تقدر بثمن
قال الشيخ إذن إذهب إلى الجزيرة لكن لا تغرنك المظاهر فقرب النافورة ثعبان ضخم إذا رأيته نائما فإبق مكانك حتى يفيق عندئذ خذ شيئا من مائها وارجع بسرعة
وإياك أن تلتفت ورائك فستسمع أصوات جواري فتايات ينادين عليك وإذا رحلت فلا تعد إلى هنا أبدا هل فهمت ذلك
_الجزء_الخامس
وصل بدر الى جزيرة العجائب فكان قرب النافورة ثعبان ضخم وكان نائم فتذكر وصية الشيخ فبقي في مكانه حتى استيقظ الثعبان ثم ذهب إلى النافورة وملأ منها قلة عند المغادرة سمع أصوات جواري ينادي عليه فلم يلتفت وراءه
فغادر إلى زورقه وعاد بي القلة إلى أخته التي فرحت بها بشكل لا يوصف وبني نافورة صغيرة من المرمر ووضع فيها الماء وبعد أيام إمتلأ البستان بالزهور الجميلة وفاح شذاها في كل مكان
بعد مدة جاءت الأختان إلى بستان الشيخ صالح ۏهما تعتقدان أن بدر قد ضاع وهلك في بحر الظلمات لكن سرعان ما زادت دهشتهما عندما فتحت لهما بدور الباب وأرتهما نافورة الماء الفضي
حاولتا إظهار السرور وقالتا لها حقا هذا جيد لقد أصبح المكان رائعا لكنه سيصبح أكثر روعة لو أضفت إليه شيئا آخر ثم تصنعتا الأسى وقالتا للأسف فالحصول عليه أصعب حالا من النافورة
إشتدت لهفة بدور وسألتهما ما هذا الشيء أخبراني عنه فإن أخي سيأتيني به
قالت أحدهما هو الشجرة التي تغني كل ورقة منها أغنية لكن أعلمك أنها لا توجد على الأرض بل في مملكة البحر
بانت البهجة على وجه الصبية وردت بإذن الله لما تجيئان
المرة القادمة ستجدان تلك الشجرة وستسمعان غنائها
إنصرفت الأختان وأيقنتا بغرق الفتى فلا أحد يمكنه الغوص في البحر دون هواء
لما رجع بدر أعلمته أخته بأمر الشجرة
فقال لها سآتيك بها حتى ولو كانت في آخر الأرض ركب جواده وسار حتى وصل قرية الصيادين وبحث عن الصياد العچوز فلما رآه فرح به وسأله بدر عن المركب
فأجابه إنه حيث تركته و لم يلمسه أحد عندما حان وقت الرحيل أهداه الصياد چرة عنب مؤونة للرحلة
فقال له لماذا تتعب نفسك لي ما يكفي
لكن الرجل أصر على ذلك فلم يجد بدا من قبولها
أبحر الفتى إلى الجزيرة العجيبة وعندما إنقشع الضباب جاءه شيخ البحر و عاتبه قائلا ألم أطلب منك عدم المجيئ إلى هنا هذا المكان لا يخصكم يا بني آدم ألم يكفكم كل ما بحوزتكم من أرض هيا إرحل من
هنا
إستعطفه بدروقال إنما أفعل هذا لأجل أختي لكي لا تحس بمرارة اليتم