قمر_والسلطان
لقد حكت لي الساحرة عن كل شيئ وأن أجدادها كانوا يصنعون للملوك مرهما يجعلهم أكثر شبابا المشكلة أن هذا الدواء مركب من غدد ينتزعونها من الموتى والملوك لم يعودوا يكتفون بذلك وبدأوا يخطفون الأطفال لقتلهم
كان سحرة الثعبان الأسود ناسا شرفاء رفضوا رغبتهم وهربوا إلى الجبال لكن هناك خائن دل على مكانهم وفي الأخير تم إبادتهم ولم تنج إلا هي لأنها كانت تجمع الأعشاب بعيدا عن القرية
وذات يوم كانت الأميرة تتجول في الغابة فسقطت وأصاب حجر ساقها فخرجت لها من بين الأشجار وعالجتها وبمرور الوقت أصبحتا صديقتين وعلمتها شيئا من السحر حتى اليوم الذي تزوجت فيه
قالت قمر: يا لها من حكاية عجيبة لو لم أظهر في حياتك لواصلت سمية تعلم السحر حتى يجيئ اليوم الذي تسحرك فيه وتصبح طيعا بين يديها
رد جمال الدين:لا أعرف كم من مرة أنقذتني أنا ممتن لك بكل شيئ
قالت قمر وأنا أيضا لولاك لبقيت جملا آكل العشب في البادية
أما سمية فرجعت إلى أباها ولما رأته إرتمت عليه وبدأت في البكاء إنزعج الملك وسألها ماذا حدث ؟
قالت إن السلطان وأبوه يستضيفان بعض سحرة الثعبان الأسود وهما يمارسان السحر ويستحضران الجن
ولما علمت بسرهما حاولا قتلي فهربت
إبتلع الملك ريقه وقال: هل أنت متأكدة ممّا تقولين فلقد قتلنا كل أفراد هذه الجم١عة ولم يبق أحد
أجابت:نعم وعلامة ذلك أنهم يصنعون أكسير الحياة
وأن لهذه الساحرة إبنة إسمها قمر ولقد تزوجها السلطان وهي أكثر براعة في السحر من أمها ويجب قتلها أولا
أجاب الملك: سنحاصر المدينة
...... أرسل أبو سمية رسولا إلى السلطان جمال الدين وطلب منه تسليمه الساحرة لكنه إعتذر رد أنه أعطاها الأمان ولا يمكنه التراجع في وعده وأخبره من طلاقه من ابنته
لما سمع ذلك جن جنونه وتأكد أن سمية أخبرته الصدق أرسل إلى حلفائه وطلب منهم التجهز للحرب فهو لن يسكت على الإهانة فقال الملك سنحاصر المدينة حتى يسلم لي الإثنين وعندئذ سأحرقهما بيدي
قالت سمية في نفسها: هل تعتقد قمر أنها نجت مني لن يهدأ لي بال حتى أراها كومة رماد أما الساحرة سأتسلل ليلا وأطلقها لأنها معلمتي وستعلمني كيف أصنع الأكسير ليزيد جمال وجهي
إقترب جيش أبو سمية من المدينة وما إن سمع السلطان جمال الدين الخبر أرسل في طلب أبيه ولما حضر سأله ما الرأي عندك ؟
أجابه: إنه يريد الساحرة وأعتقد أننا يجب تسليمها له فليس لنا قدرة على حربه
قال السلطان: لو فعلنا ذلك لأحس بضعفنا وطمع في ملكنا بينما هما يتجادلان دخل الحاجب وقال له:مولاي رسول بالباب يريد مقابلتك فأذن له بالدخول
وقال لجمال الدين: يخبرك سيدي إنه لو سلمت الساحرة وإبنتها قمر فسنرجع من حيث أتينا ولا حاجة بنا لحربكم دهش السلطان ورد عليه:أترك لي يوما أفكر فيه
عرف جمال الدين أن سمية كذبت على أبيها لتنتقم من قمر
في هذه الأثناء كانت قمر جالسة وسمعت كل شيئ ولما إنصرف الرسول قالت لزوجها:إسمع يا مولاي كيد النساء لا تغلبه إلا النساء فدعني أذهب إليهم وأتدبر الأمر
إنزعج السلطان ورد عليها: لو سلمتك إليهم لقتلتك سمية
قالت له:سأخبرك بما أنوي فعله لما أكون عندهم
وشرعت تتكلم والسلطان ينظر إليها بإهتمام ويهز رأسه
ثم إبتسم وهتف حيلة مدهشة لكن سيتوقف نجاحها على براعتكما في التنكر فإن كان ذلك جيدا سأتركما تذهبان
كانت قمر مولعة بالحكايات وتعودت أن تذهب للساحرة العجوز لتقص عليها أخبار الجن والسحرة والأغوال وحكت لها ذات مرة عن الأكسير الذي يرد الشباب وقالت أنه صعب التركيب وأي خطأ يجعل الإنسان يهرم في دقائق
و أن سمية تلح لتتعلم كيفية صنعه كانت قمر تعلم أن غريمتها لن تقتل الساحرة لذلك إقترحت على جمال الدين أن تأخذ مكانها وتضع سحرا يجعلها تبدو أكبر سنا وتلبس ثيابها
أما هي فتحل محلها جارية شقراء تضع هندامها وعطرها سيعتقدون في ظلمة الليل أنها قمر ويحبسونها