قصة الاعرابي مع القاضي وزوجته
انت في الصفحة 2 من صفحتين
فإذا ما دخل القاضي مجلس القضاء وحضر الناس مجلسه فاختلس أنت إلى زوجته واشك إليها لعلها تتعاطف معك
فقال الأعرابي: وهل تراه يسمع منها؟
قال الكاتب: توكل على الله واسأله أن يلين لك قلبها فتلين هي لك قلبه.
فعندما أتاها الأعرابي وأخذ يشكو لها سوء حاله وذكر لها أن زوجته نفساء وليس لديه شيئ يقيمها به، قامت إليه وقالت له ائتِ إليه في الصباح بجملك هذا واعقله عند باب مجلس القضاء، ولا تتعرض له حتى يدعوك.
وفي الصباح أتى الأعرابي وعقل جمله عند باب مجلس القضاء قبل أن يدخل القاضي وتوارى عن أنظارالقاضي،
وحين أتى القاضي رأى الجمل وكانت زوجته في الليل قد كلمته في أمر هذا الأعرابي صاحب الجمل،
فدخل مجلس القضاء ولما انتصف النهار وازدحم الناس حول القاضي إذا بالقاضي ينادي: أين صاحب الجمل فقام الأعرابي إليه ؛ فقال القاضي إنما تجاهلناك لنبلوك
فمن اشتد به الحال يلح في السؤال، وقد حكمنا لك بما يحمله جملك هذا أرباعًا من الشعير والزيت والتمر والزبيب، وبما تحمله أنت من الكساء..
ففرح الأعرابي وشكر له وخرج من مجلسه، وعلق عند الباب رقًا من الجلد كتب عليه أبياتًا من الشعر جاء فيها:
أقاضٍ ولا تمضي أحكامه
وأحكام زوجته ماضية
ولا يقضِ حكمًا إلى مدّعٍ
إذا لم تكُ زوجتهُ راضية
فحازت هي العدل في قولها
وألقت بظلمه في الهاوية
فمن عدلها أنها أنصفت
فقيرًا من الفقر في البادية
فيا ليته لم يكن قاضيًا
و كانت هي القاضية