رواية جديدة لـ ميار خالد مشوقة جدا
يسلبها منه بطريقة أخرى!
أقترب منها حتى جلس أمامها و خانته دمعه نزلت على جانب عينيه و أمسك يدها و أردف
يوم كتب كتابنا انت وعدتيني أنك عمرك ما هتتخلي عني .. من يوم ما عرفتك و انت دايما بتنفذي كل وعودك ليا .. بلاش المره دي تخلفي بوعدك .. انا و ملك محتاجينك بلاش تمشي
فتحت نسمه عيونها بتعب و نظرت إلي كريم و سقطت دمعه حارة من جانب عينيها و نظر إليها كريم بلهفه و قال
حبيبتي .. مټخافيش انت هتقومي بالسلامة و تبقي زي الفل
أنت كنت خاېف تخسرني بسبب تعبي .. بس واضح أن الدنيا ليها رأي تاني .. عايزاك تعرف اني عيشت عمري كله في سنين جوازنا .. و أنا هكون اول واحدة مستنياك هناك لما تجيلي بعد عمر طويل .. ربنا كان رحيم معايا جدا أنه بعتلي زوج حنين زيك .. أنا ھموت و مش خاېفه على بنتي عشان عارفه أنها معاك .. بس ليا طلب عندك .. أنا مش عايزه بنتي تكبر من غير أم .. بلاش توقف حياتك عليا يا كريم حب تاني وأتجوز وأنا هكون مبسوطة بكده
أبتسمت نسمة لآخر مرة و قالت
انا بحبك يا كريم ..
و بعد تلك الجملة صدع صفير كل الأجهزة بجانب نسمة لتصعد روحها إلى خالقها دلفت الممرضة سريعا الي الغرفة و نادت على الطبيب و دفعت كريم الي الخارج و في تلك اللحظة وصل يامن الي المستشفي واتجه الي غرفة العناية ليجد كريم واقف أمامها ينظر أمامه بملامح جامدة و عيون متسعة من الصدمة و كان وجهه اصفر اللون ركض يامن إليه سريعا و قال
في ايه .. نسمة حالتها ايه!
نظرت له كريم پصدمة و قال
شهق يامن بفزع و صمت للحظات حتي قال
لا حول ولا قوه الا بالله .. البقاء لله يا كريم انا عارف ان الموضوع صعب عليك بس لازم تشد حيلك
كان يامن يتحدث مع كريم و لكنه لم يسمع منه كلمة واحدة و بدون أي مقدمات اغمض كريم عينيه ليسقط مغشيا عليه هو الآخر ..
في المساء كانت براء جالسة في الشرفة حتي تأخر الوقت و قبل أن تنهض من مكانها اتجهت اليها فاطمة و جلست أمامها و أردفت
أستني يا براء عايزه أتكلم معاكي شوية
نظرت براء إلى فاطمة بتعجب و قالت
خير يا ماما
هو أنت مبقتيش مبسوطة معانا يا بنتي
مش عارفه حاسة أنك بقالك فترة متغيره معانا و مع نفسك .. علطول ساكته و سرحانه و دي مش عوايدك .. أنا زعلتك في حاجه طب
لا والله مش كده .. حقك عليا لو قصرت في حقك
يا حبيبتي أنا مش بقولك كده عشان تتأسفي أنا قلقانه عليكي
تنهدت براء و نظرت إلى الفراغ للحظات ثم قالت
خالد طلب أيدي من بابا جمال
خالد صاحب المحل اللي جمبك مش كده
أيوه هو
و ده اللي مضايقك .. ده بني ادم محترم جدا و أخلاق حتي والدته ماشاء الله عليها .. ده أنا اتمني أن حد زيه يجيلك
ليه يعني و أنت فيكي إيه يعيبك
إني من ملجأ
انت ليه مصممه تفكري نفسك كل شوية .. ليه بقيتي تفكري بعقل الناس اللي كسرك!
توقفت براء عند تلك الجملة للحظات نعم إنها الآن تفكر بعقول الناس الذي جردتها من حقوقها كإنسانه كل تلك الردود التي طالما کرهت سماعها من الناس تقولها لنفسها كل يوم! نظرت إلي فاطمه مرة اخرى و قالت
مش يمكن الناس طلعت صح و ده اللي بدأت استوعبه
انفعلت فاطمة قليلا لتقول
صح في ايه! صح أنهم يكسروا بنت عاملة زي الوردة المقفولة يادوب لسه بتفتح .. صح أنهم يحسسوها أنها منبوذه و ملهاش مكان وسطهم .. صح أنهم يستغلوها ويدوسوا عليها عشان مصالحهم .. صح في