رواية جديدة لـ ميار خالد مشوقة جدا
بيدها الطعام وضعته أمامهم و نهضت براء حتى تساعدها وقالت
تسلم ايدك يا ماما .. روحي ارتاحي دلوقتي أنت تعبتي النهاردة
ماشي يا حبيبتي .. بس لو احتاجتوا حاجه أنا صاحيه
ثم نظرت إلي حنين وقالت
حبيبتي البيت بيتك ها مش عايزاكي تتكسفي مننا
ربنا يباركلك شكرا
أبتسمت فاطمة وذهبت الي غرفتها نهضت براء من مكانها و كانت ستذهب الى إحدى الغرف لترتبها حتي تنام بها حنين ولكنها أمسكتها من يدها لتوقفها أردفت
أستني أنت رايحه فين .. أنت مقولتليش ايه اللي حصلك بعد ما مشيتي من الدار
أبتسمت براء وقالت
نهضت حنين و معها براء واتجهت الي إحدى الغرف حتى تقيم فيها نظرت حنين حولها برهبه ثم جلست على السرير بتوتر فقالت لها براء
أنا في الاوضة اللي جمبك لو احتاجتي أي حاجه تعاليلي
انا مش مصدقة اللي بيحصل معايا .. من كام ساعه بس مكنتش عارفه هعمل ايه و هفضل ابات في الشارع لحد امتى .. لو حد جالي قبل كام ساعه و قالي اني النهاردة هنام في بيت وانا مش سقعانه مكنتش هصدق .. أنت ظهرتي منين يا براء!
أبتسمت براء و جلست بجانبها ثم قالت
ثم خرجت من الغرفة و تركت حنين بمفردها ترقرقت الدموع في عيون حنين و تركت ابنها على السرير و سجدت على الارض و ظلت تبكي باڼهيار و كأنها كانت تنتظر تلك الفرصه حتي تخرج كل ما بقلبها سمعتها براء و هي تبكي ولكنها تركتها لم تكن الدنيا راحمه حتي مع هذا الملاك الصغير ..
في اليوم التالي استيقظت براء باكرا بنشاط على غير عادتها كل يوم و ذهبت الي حنين بسرعه و معها بعض الملابس من خزانتها لتجدها تطعم أبنها وعندما رأتها كانت سوف تنهض من مكانها ولكن براء منعتها و جلست بجانبها أردفت
ثم مدت يدها بالملابس لتمسكها حنين بتساؤل
ايه دول
قومي خدي دش و غيري هدومك كده عشان هنخرج
جرى الخۏف في أوصال حنين لتقول
هتمشوني! انا عملت حاجه طيب والله ما قربت من حاجه طول الليل
نظرت لها براء پصدمة وقالت
إيه اللي أنت بتقوليه ده! لا طبعا
أحست براء بمدى رهبه حنين فجلست بجانبها وقالت
حنين حبيبتي .. أنا عارفه أنك شوفتي كتير بس خلاص والله .. انا من النهاردة معاكي و كل حاجه هتبقى كويسة .. وعد مني اعيشك احلى سنين عمرك مفيش زعل ولا عياط ولا قهر تاني .. هفضل معاكي لحد ما تبني نفسك واحده واحده .. بس بلاش تخافي أرجوكي احساسك ده بېقتلني
انا أسفه يا براء بس ڠصب عني .. شوفي كل كلامك ده و برضو خاېفه انا مبقتش بعرف أحس بالأمان
انا هعلمك يا ستي .. انا كمان كنت زيك كنت فاكره أن كلها فتره و ماما فاطمه و بابا جمال يتخلوا عني .. بس اديني معاهم بقالي سبع سنين أهو
نظرت لها حنين بتساؤل فقالت براء
عارفه انك مستغربه مين دول .. دي حكايه طويلة اوي نبقى نحكيها في الطريق قومي يلا عشان اعرفك على بابا جمال أنت مشوفتيهوش أمبارح
شكرا أوي يا براء .. أنت اللي ليا في الدنيا أرجوكي اوعي تتخلي عني أنت كمان
خليكي واثقة فيا
تنهدت حنين براحه ثم ذهبت لتبدل ملابسها المتسخه من الشارع ..
عند يامن ..
في الصباح الباكر استيقظ يامن بقلق وسرح في أفكاره كان بعد كريم عنه يزيد لحظة عن لحظة و كأنه ليس صديق عمره ظل هذا الإحساس بداخله حتى هذا اليوم و قرر أن يواجه صديقه بما يشعر به فليس من عادته أن يخبئ عنه شيئا لفترة طويلة جهز نفسه واتصل به ليرد عليه كريم
الو
عايز أشوفك ضروري
وانا كمان
.. كنت لسه هكلمك
كويس
نتقابل في المكان بتاعنا اللي على الكورنيش .. كمان ساعه
اشمعنا كمان ساعة
هروح اطمن على ملك قبل ما اجيلك عشان كنت عند ياسر
صمت يامن للحظات وزاد تساؤله عن سبب قرب كريم من ياسر تلك الفترة أردف
تمام يا كريم .. هستناك
عارف أنك زعلان مني
كويس أنك حاسس أنك قصرت في حقي
أنا عارف .. بس ڠصب عني يا يامن
الټفت له يامن بعصبية وقال
ڠصب عنك أزاي يا كريم! انت فجأة بعدت عني ولا بقيت تتكلم معايا حتى كل كلامك بقى مع ياسر .. أنت مش شايف أن ده غريب شوية
احنا بينا شغل عشان كده كلامنا الفتره دي زاد
ميخصنيش السبب يا كريم أنا ليا بيك أنت .. أنت اتغيرت فجأة أنا عملتلك حاجه طب
لا اكيد
طيب ليه بتعمل كده .. أنا مبقتش فاهم حاجه وشغل ايه اللي مع ياسر وانا معرفهوش
تبع الشركة
الشركة اللي هي اصلا بتاعتنا! كريم هو أنت مخبي عني حاجه
هخبي عليك إيه يا يامن
طيب اومال في إيه .. حاسس إنك عارف حاجه ومش عايز تقولي
الموضوع مش كده .. أنا آسف حقك عليا بس بجد أنا مكنش قصدي تزعل مني ولو أنت مش غالي عليا مكنتش جيت لحد هنا .. خلاص بقى
صمت يامن للحظات فقال كريم بمزاج
طيب تعالى نروح نتغدى في المطعم اللي أنت بتحبه
مليش نفس
قوم بقى متبقاش رخم .. أنا اللي عازمك متقلقش
لا والله .. متشكر يا سيدي
نظر له كريم للحظات فابتسم يامن رغما عنه و صافح صديق عمره و نهض الإثنان من مكانها بعد أن تم صلحهما استقلوا السيارة و انطلق بها كريم نحو أحد المطاعم وفي تلك الأثناء صدع هاتف كريم رنينا وكان في جيبه فحاول أن يخرجه من جيبه ويرد عليه فقال يامن
حاسب يا كريم مش وقت مكالمات دلوقتي
ممكن تكون مكالمه مهمه أستنى
وأبعد نظره عن الطريق لحظة حتى يخرج هاتفه وفجأة ظهرت شاحنه كبيرة في الطريق واحدثت ضجه عالية فصړخ يامن
حاااسب!!!
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الحادي عشر
حاااسب!!!
نظر كريم أمامه بسرعه ولكنه لم يتمكن من تفادي الشاحنه وفي لحظة فقد السيطره على السيارة وانقلبت رأس على عقب!!
في المستشفى..
تحرك جميع من فيها بتوتر من ممرضين إلى دكاتره واستقبلوا يامن و كريم في حالة صعبه ولكن حالة يامن كانت اصعب بكثير لأنه لم يربط حزام الامان بإحكام دخلوا إلى غرفة العمليات بسرعه وبدأت عملية الإثنان ..
وصل الخبر إلى عاليا واحدة يامن وكذلك والدة كريم ليذهبوا إلى المستشفى بهلع وكذلك ياسر الذي ذهب إليهم پخوف وتوتر ..
عند براء ..
وفي تلك الأثناء كانت حنين قد بدلت ملابسها وخرجت مع براء وعرفتها على عائلتها الجديدة انقبض قلب براء فجأة ولم تعرف السبب في ذلك وتغيرت ملامحها ولاحظت حنين تغيرها هذا اتجهت اليها وقالت
في أيه يا براء مالك
مش عارفه .. قلبي مقبوض جدا وحاسه أني مش قادرة اخد نفسي
من أيه طيب .. أنت تعبانة طب
لا .. مش عارفه في ايه يا حنين شوية و هبقى كويسة متشغليش بالك
طيب هنروح فين دلوقتي
أبتسمت براء بتوتر وأخذت حنين وذهبوا للتسوق ولكنها تشعر بشيء غريب في قلبها وقلقت خفي عندما انتهوا من التسوق كانت حنين في قمة سعادتها وعندما رأتها براء بتلك السعاده لم تود أن تقلقها عليها أبتسمت وضحكت معها ثم اخذتها وذهبت بها إلى الاتيليه الخاص بها دلفت إليه حنين بسعاده وقالت
كنت متاكده أن ربنا هيكرمك كده .. أنت تستاهلي أنا فرحانه بيكي
أنا حسيت اني لقيت نصي التاني .. اوعدك إني هعوضك عن كل اللي فاتك يا حنين ساعديني وانسي كل اللي فات
أبتسمت حنين وظهرت بعض الدموع في عينيها وقالت
ربنا يخليكي ليا يا براء .. أنا اهلي اللي من لحمي ودمي اتخلوا عني لكن أنت حتى بعد السنين دي وحتى بعد فراقنا بمجرد ما اتجمعنا متخليتيش عني
أبتسمت براء وجلسوا سويا واخبرتها عن قصه هذا الاتيليه وكيف بدأت فيه حتى وصل إلى ما هو عليه قالت حنين
براء .. أنت كل ده مقولتليش أنت اتجمعتي مع أهلك دول أزاي وأيه اللي جابك إسكندرية اصلا .. بس شكلهم طيبين اوي
أبتسمت براء وقالت
ماشي يا ستي هحكيلك
ثم قصت عليها كل قصتها منذ أن خرجت من الملجأ إلي أن وصلت إلى الإسكندرية ثم وقوعها تحت يد التي تسمى مى حتى وصلت إلى فاطمه وجمال قالت حنين
عارفه كل ما كنا افتكرك في الملجأ واعيط كنا بدعيلك بأيه
ايه
أن ربنا يوقفلك ولاد الحلال
الحمدالله .. أنا هسيبك فتره ترتاحي كده بعدين هتنزلي معايا الاتيليه .. هعلمك كل حاجه واحطك على أول الطريق اتفقنا
نظرت لها حنين پخوف وقالت
ليه أنت ناوية تسبيني ولا إيه!
لا اكيد .. بس انا مش ضامنه الدنيا ومش عايزاكي لو جرالي حاجه تتبهدلي تاني .. لازم تعتمدي على نفسك عشانك وعشان أبنك
عندك حق .. حاضر يا براء أنا معاكي في أي حاجه
أبتسمت براء ونهضوا حتى يعودوا إلى البيت دخل خالد إلى الاتيلية ونظر إلى براء للحظات حتى قال
ممكن اتكلم معاكي شوية!
أعتقد مفيش كلام بينا يا خالد
طيب ممكن تسمعيني!
ثم نظر إلى حنين وقال
ممكن بعد أذنك نتكلم على انفراد
نظرت حنين إلى براء بتساؤل فقالت
حنين استنيني بره شوية و جيالك
سمعت حنين كلامها وخرجت من المكان نظر خالد إلى براء قليلا ثم قال
عاملة أيه دلوقتي
أنا تمام
يارب دايما
صمت خالد بتوتر مرة أخرى وقال
اللي حصل أمبارح اا يعني
خالد .. قول اللي عايز تقوله وخلاص
الحقيقة أنا محرج منك جدا .. عموما قريبنا ده نادرا لما بتتعامل معاه أو نتقابل بس هو النصيب .. كان مكتوب أنه يجي معانا عشان حقيقته تتكشف
صمتت براء وبداخلها تعجب غريب من كلماته تلك قالت
اخدت بالي أن مامتك عندها مشكله اني من ملجأ .. انت مكنتش قايلها
لا ماما معندهاش مشكله هي استغربت بس .. أحنا مشينا امبارح من احراجنا
حصل خير يا خالد
أبتسمت بتحفز وتحركت ولكنه وقف أمامها وقال
افهم من كده أن علاقتنا زي ما هي
بمعني