كنت شاكك ان مراتى
خدت عربيتي ورُحت على البيت، كُل الشبابيك كانِت ضلمة، فتحت الباب بمُنتهى الهدوء، واربته... مش هجازِف إنهم يسمعوا صوت قفلة الباب، ساعتها... هيلحقوا يتصرَّفوا!
البيت كان ضلمة جدًا، مشيت ناحية أو-ضة الن-وم، وبمُجرَّد ما قرَّبت سمعت الصوت!
سمعت صوت همس غريب!
أنا جيت في الوقت المُناسِب!
خدت نفس عميق ودخلت الأوضة! كانِت نايمة على السرير... على ضهرها!
بس مكانش حد معاها في الأوضة... كانت بتت-أوِّه بهمس!
سألتها بغض.ب: "هو فين؟ راح فين؟".
مكانِتش بترُد عليَّا، قرَّ-بت منها، بصيت لها... عينيها كانِت مقلوبة، مش باين غير بياض عينيها بس!
هزيت-ها بق-وة وأنا بقولها: "هو فين؟".
بس هي متحرَّكِتش، ولا كأنها حاسَّة أو مُدرِكة بوجودي من الأساس! كانِت بتهم-س وكأنها مش سامعاني... وكأنها في دنيا غير الدنيا!
قرَّ-بت منها، كانت بتهم-س بحروف مش مفهومة (ن، د، و)!
ندو؟ يعني إيه؟ قصدها ندوة يعني؟ مش فاهِم؟
قعدت على الس-رير... هو راح فين؟ إيه الحالة اللي هي فيها دي؟ بصيت في المراية... وساعتها خدت بالي من حاجة غريبة... حاجة مش طبيعية!
درفة الدولاب كانِت مواربة... وفيه حاجة بتتحرَّك جوا!
أو... أو حد!
فيه حد مستخبي في الدولاب!
رُحت فتحت درفة الدولاب... وساعتها شُفته جواها!
كان واقِف في رُكن الدولاب، الدولاب بتاعنا كان من النوع الواسِع، مُمكِن بني آدم يُقف جواه مرتاح، بس دا... اللي قدامي... مكانش بني آدم!
كان واقِف باصص في رُكن الدولاب الضلمة، هدومه مقطَّـ.ـعة، شعره متَّاكِـ.ـل، جس-مه وارِم، مزرِق، وصوت نفسه تقيل... خدت خطوة لورا، كُنت خايِف، مرعو-ب، حسيت إني عايز أهرَب من هنا، بس قبل ما أوصَل لباب الأوضة سمعته بيقول بهمس غريب، كأنه بيتكلِّم من تحت مية: "رايِح... فين؟".
وقفت مكاني، غصـ،ـب عني! أنا كُنت عايز أهرَب من هنا!