فارسي
وهى تقول بخفوت
زى بعضه تانى وتالت كله فداهم
وضعت أم يحيى أكواب الشاى أمام علاء ومهرة وهى تقول برجاء
معلش يا علاء علشان خاطرى انا حاول
هز علاء رأسه نفيا وهو ينظر إلى عينيى مهرة الراجية ويقول
كله إلا سمعتى مقدرش أنا نجم ولو سمعتى حصلها خدش واحد موهبتى مش هتنفعنى
نظر له يحيى بإزدراء لأول مرة يراه على حقيقته زال الأنبهار الذى كان يشعر به تجاهه وقال بنفور
نظر له علاء متهكما وقال بسخرية
مثلك الاعلى أنت مش أنا
شعرت مهرة ببغض شديد تجاهه وهى تتبادل النظرات المعاتبة مع والدتها وهى تقول موجهة الحديث إليه
والدكتور بلال ميخصكش هو كمان.. مش ده كان ليه فضل عليك بعد ربنا
وضع علاء كوب الشاى بعصبية وقال
هب واقفا وانصرف بعصبية ..كان يشعر بوخز الضمير تجاه بلال ولكن كرهه لفارس جعله يتناسى أمرهم جميعا .. أقترب يحيى من أخته وهو يقول بأسى
معلش يا مهرة متزعليش نفسك
انا مش زعلانه منه ..أنا زعلانة عليه ..اللى زى ده بيفضل طول عمره عايش لنفسه وبس ..علشان كده لما عمره هيخلص محدش
حتى هيفتكر يترحم عليه.
مر شهرا كاملا ثلاثون يوما حتى تكونت صداقة بين أبطالنا الثلاث وزملائهم فى الزنزانة
حتى جاء ذلك اليوم الذى فتحت فيه بوابة زنزانتهم الحديدية معلنة عن قدوم أحد ما ... دخل الشويش المسؤل عنهم و بصوته الغليظ أشار ل عمرو قائلا
هب عمرو واقفا غير مصدق لما سمع ونظر إلى بلال وفارس وقال
طب وهما
الشاويش فيه بنبرة قاسېة
يالا ياخويا.. هى رحلة .. أنت بس اللى هتخرج
نهض فارس وبلال اه
بحرارة وقد دمعت عينيه وهو يقول
مش هسيبكوا وامشى
أبتسم فارس وهو يدفعه فى كتفه قائلا
يالا يابنى هتعملى فيها بطل ولا أيه.. ده احنا مصدقنا حد يطلع
أمسكه بلال من كتفه قائلا بعينين دامعتين
خلى مراتك تروح لمراتى وتطمنها عليا
ثم ابتسم وهو يردف قائلا
وعلشان تصدق انى انا اللى باعتلها الرسالة الشفوية.. دى خاليها تقولها..بلال بيقولك انت وحشتينى أوى وبضمير..
أومأ عمرو وقد حفظ رسالة بلال ونظر لفارس الذى احتار ماذا يقول ماهى الرسالة التى يرسلها لأهله فقال
تقدم الشاويش وجذب عمرو من ه بقسۏة وهو يصيح به
يالا ياخويا بدل ما خاليك تكمل معاهم هنا
خرج عمرو ينظر إلى الطريق غير مصدق أنه مازال على قيد الحياة حتى هذه اللحظة نظر خلفه وكأنه يرى أصدقاء محنته قابعون فى زنزانتهم يودعونه بنظراتهم الدامعة ..أخذ شهيقا كبيرا ليملأ ه بالهواء النقى خارج حدود أسوار السجون المظلمة بما فيها من رائحة الرطوبة العفنة وأصوات المعذبين واتجه إلى أول سيارة أجرة قابلته ..لم يسال عن وجهتها
كل ما كان يريده هو الأبتعاد .... الابتعاد وفقط ...
غادر عمرو سريعا وهو يتذكر تلك الليلة المظلمة التى دخل عليهم فيها ذلك الشاب متقطعة أنفاسه من كثرة الټعذيب ..تفوح منه رائحة شواء جلده من كثرة الكهرباء التى تعرض لها وكل هذا ليس لذنب اقترفه ولا ذنب ألم به سوى أنه قال لظابط أمن دولة كان يقبض على صديقه دون حق فقال له .. أتقى الله .. لم يلبث الفتى الصغير بينهم سوى دقائق ثم نطق بالشهادة بعد أن سالت دموعهم عليه تروى جرحه كما تروى السحب بامطارها حشاش الأرض.
الفصل السابع والعشرون
عاد إلى شارعهم يطوى الأرض طيا .. يهرول تارة فينهكه التعب فيمشى تارة أخرى ... وقف عند بداية المنعطف ينظر إلى بداية شارعهم إلى البيوت المتلاصقة والقهوة البعيدة وهو يشعر أنه افتقد دفأهم وحمايتهم ورعايتهم لمن حولهم وهو يتسائل فى نفسه لماذا لا
تكون الدنيا كلها شارعهم بقلوب أهله الطيبة ما هؤلاء البشر الذى تعامل معهم وكيف ينتمون إلى فئة البشر ...أليسوا أقرب إلى مصاصين الذين رآهم كثيرا فى الأفلام لا بل مصاصين لاي ون بهذه البشاعة التى رآها أنما هى عضة نتيجة لاحتياجهم ل ..أما هؤلاء فهم يشوهون وې ون ويعذبون لا لشىء الا للمتعة الا للضحك على صرخات وأنين المعذبين لا لشىء الا لل ..لالشىء الا لكره الكرامة ومن ينادون بها ..أى بلد هذه التى لا نحيا بها كراما ..
قطعت أم فارس قراءتها للقرآن ووضعت المصحف بجوارها وهى تنادى على مهرة ... خرجت مهرة مسرعة من المطبخ فقالت لها أم فارس بوهن
شوفى يا مهرة فى أيه فى الشارع أيه الزيطة دى
تناولت مهرة أسدال الصلاة وارتدته بسرعة وخرجت إلى الشرفة ..أتسعت عيناها وهى تنظر إلى عمرو وأهل شارعهم مجتمعين حوله مهنئين له فى جلبة شديدة فرحين به وبعودته سالما ..بحثت بعينيها سريعا بين الوجوه وقد خفق