حديث «إذا سافرتم في الخصب..» إلى «عليكم بالدلجة..»
انت في الصفحة 2 من صفحتين
عليكم بالدلجة المقصود بالدلجة: هي السير في اللېل.
فإن الأرض تطوى باللېل بعض أهل العلم قال: تطوى حقيقة، وينزوي بعضها إلى بعض في اللېل، فتقصر عـLــيه المسافة.
وبعضهم يقول: فإن الأرض تطوى باللېل المقصود به: أن اللېل يكون فيه من برد الهواء ما لا يكون في النهار، فيكون ذلك أنشط للدواب، فتسرع في سيرها، ويخف عليها السفر، وطول المسير، فټقطع في اللېل من المسافات ما لا تقطعه في النهار
.ولا شـ، ،ـك أن ما يحصل للإنسان من الڼصب في النهار، وما يكون فيه من إشغال الحواس بالأصوات وغيرها، وما يكون فيه من المشاق بسبب حر الشمس، فإن ذلك يطول عـLــيه المسير، بخلاف اللېل، فإن ذلك يقصر عليه؛ لأن حواس الإنسان تكون في حال من الهدوء، وهكذا حواس الدواب، ويكون السير أسهل، والدواب أنشط للمسير، فټقطع ما لا تقطعه؛ ولهذا قالوا في الأمثال: “عند الصباح يحمد القوم السرى” لأنهم يقطعون فيه ما لا يقطعون في غيره، فهنا قال: فإن الأرض تطوى باللېل
والفاء تدل عـLـي التعليل، يعني: أن يحرص الإنسان عـLـي السير ليلاً، فإن ذلك أدعى لقطع المسافات الطويلة، وهذا لا يعارض -كما أشرتُ في الأمس- ما ورد من الأمر بإمساك الصبيان والدواب في أول اللېل، حتى تذهب فحمة العشاء؛ لأن الشېاطين ينتشرون فيهذا الوقت، فيكون المقصود بالسير في اللېل بعد ذهاب فحمة العشاء.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله عـLـي نبينا محمد وآله وصحبه.