قصة واقعية. بعنوان (انتقام )
من أن تسألني، أصبحتُ أنا من يسألها. وكان من المدهش أنني لم أكن أعرف الكثير عنها من قبل، فمنذ أن تبدأ عملها في البيت، تُشغل القرآن بصوت مرتفع من هاتفها وتقرأ معه، وحين سألتها عن ذلك، قالت في خجلٍ: "القرآن في البيت مريحٌ، وأحاول أيضًا استغلال ذلك في حفظ بعض السور". وكانت تردد "يا الله يا كريم" في كل مكان وفي كل الأوقات، وكأنها تحمد الله على كرمه بصحتها وحياتها، وإذا خرجنا معًا، لم تغادر يومًا قبل إلقاء السلام على البيت، وكانت تكرر ذلك للملائكة حسب قولها، وحتى عند طهي الطعام، كانت تردد "ياربّ طيِّبها وكفّيها"،. وكان الطعام الذي تطبخه زوجتي أطيب مما تخيلته، ولم يكن لدي أي اعتراض عليه.
كل هذه التفاصيل الصغيرة جعلتني أدرك أن زوجتي هي شخص مثالي، وأنني لم أكن أدرك ذلك من قبل، وأنني كنتُ أحاول إيجاد شيء مميز لأحبها أكثر، في حين أن كل ما كنت بحاجته هو الاهتمام بتفاصيل حياتها اليومية والاستماع إليها.
حتى عندما تصلي، كانت تطيل الدعاء وتدعو لأجلي، أخبرتها بخجلٍ عما تدعو لي، فابتسمت وأجابت: "أنا أدعو لك دومًا!" شعرت بالسعادة والتفاؤل وأنا أسمع تلك الكلمات، وكأنها تنتظر أن يتحقق دعاؤها حتى تخبرني به. أصبح لدي منزل أخيرًا بعد أن عشت وحيدًا لفترة طويلة بسبب عملي، والآن أعيد الحسابات والانتظار وأنا أتطلع إلى العودة إلى منزلي الذي يشعرني بالسعادة. رائحة طعامها وضحكاتها وجمال بسمتها، وشوقها الذي يتدفق من عينيها، كل هذا يسرقني من شقائي اليومي، ولكن هل حقًا لا أحبها؟ بقيت أتساءل عن ذلك حتى طلبت مني يومًا أن أزور أهلها وأشعرتني بالغصة الشديدة بعد رحيلها، فلم أعد أستطيع تحمل البيت دون وجودها. غابت ليومين