النداهة (قصتها الحقيقية)
وهنا بقى مجاهد علا صوته
وقال: أنت اتجننتي عايزة أبويا يموت، أو يقتل#ني ؟
وترد صباح
وتقول: أمال أية عايزني أنا أق#تل لنفسي، دا ذنبي يا مجاهد إن حبيتك وسلمتلك نفسي ؟
وسكت مجاهد شوية وكأنه بيجمع كل ذرة شجاعة جواه وف الأخر
قال: والله بقى ما حدش ضربك على أيدك، وكمان بقى أنا ما أتجوزش واحدة سلمتلي نفسها..
ومشي مجاهد وساب صباح في الذهول بتاعها، لكن قبل أدان الفجر راحت صباح عند بيت مجاهد وبالليل
ندهت بصوت عالي: مجاهد، يا مجا هد.
وفعلا بص مجاهد من الشباك، وهو مستغرب إزاي صباح تجيله في الوقت دا
وقالت صباح: خلاص يا مجاهد بلاش جواز خالص
خلاص يا مجاهد بلاش جواز خالص، بس ياريت تخلي علاقتنا مستمرة وما تنتهيش..
وهنا مجاهد حس إن قلبه بيرقص، خلاص خلص من الورطة ال كانت بتطارده وبتهدده، ودلوقت صباح بقت مجرد ج#سم، والجس#م دا تحت مجاهد ببلاش، وليلتها طلبت صباح من مجاهد يقابلها حالا على شط الترعة، هي خلاص ما بقتش قادرة تستغنى عنه، وفعلا سبقته صباح على الترعة،
وكان ليلتها السما مافيهاش ولا نجمة وكأن القمر هو كمان نايم ومتغطي بالسحب السودا، علشان كدا الأشجار الخضرا كانت شكلها أسود، ومية الترعة كمان كانت متغطية بالشابورة، وما كانش حد صاحي ليلتها غير الصراصير والضفادع، والديابة ال كانت بتعوي، وزي ما تكون بتحذر مجاهد إنه ما يروحش ورا صباح، أوعى تروح يا مجاهد أوعى نام يا مجاهد الليلة، وإلا هتنام للأبد..
لكن للأسف مجاهد راح لصباح على شط الترعة، ووقفت صباح ترقص على شط الترعة، وتقل#ع هدومها حتة حتة، وتنادي
وتقول: تعالى يا مجاهد تعالى تعالى، تعالى يا مجاهد، وهنا مجاهد حس إنه بقى عبد لصباح، وقرب من صباح وأجس#امهم أصبحت جزء واحد، وف لحظة ضعف مجاهد، لقى سكـ@،ـينة رشقت في جنبه
أيوة صباح خلصت عليه، ودي كانت خطتها لما عرفت إن مجاهد خلاص اتخلى عنها وضربها بمبة، هي كمان ضربته قن#بله، والقنبل#ة دي انفجرت فيه، وخلته يخرج برا الحياة خالص، بعد كدا صباح لقت نفسها بتجري بتجري في المزارع، بتجري في الغيطان المسقية تجري وتصرخ وتصرخ
وفات يوم واتنين ومجاهد ما بيظهرش لا في بيت ولا في غيط، والناس لاحظت غياب مجاهد، علشان كدا بقوا يلفوا عليه القرية كلها حتى صباح القا#تلة كانت بتلف معاهم
وتزعق وتقول: مجاهد أنت فين يا مجاهد..