الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية_اغتصاب_لرد_الاعتبار

انت في الصفحة 6 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز


مدحها بابتسامة
_ تسلمي يا طنط ده من نورك.
ثم استطرد مكملا
_ ألف سلامة على ريم.
_ الله يسلمك يا حبيبي.
استرسل يسألها باهتمام
_ هي عاملة إيه دلوقتي
أجابته بشيء من الاطمئنان
_ الحمد لله البرد بدأ يروح.
ثم ابتعدت نحو الباب قائلة
_ هروح اناديها على ما تخلص العصير.
أوقفها بقوله نافيا
_ لا لا هاجي ف وقت تاني.
أخذت ترمقه بعدم فهم حتى وقف وأمسك بالكيس البلاستيكي الذي أتى به ومده إليها قائلا

_ عايزك تشربيها من خلطة الأعشاب دي وان شاء الله الشفا قريب.
تناولت منه الكيس ثم عادت تنظر إليه ومعالم العرفان بادية بنظراتها حيث تقول بامتنان 
_ شكرا يابني ربنا يحفظك.
أزاح التكلف بالشكر قائلا ببساطة
_ الشكر لله .. بعد إذنك.
أوصلته حتى الباب وحين تجاوزه أخبرته قبل أن ينصرف
_ ابقى سلم على الدكتور فؤاد.
أجابها بإيماءة من رأسه بود
_ هيوصل أكيد .. سلام.
في معرض علاء إبراهيم للأعمال الفنية .. كان يقف حمزة بينما يحدق في كل اللوحات المعروضة للبيع بتركيز .. ينقل بنيتيه بين جنبات اللوحة وفي عقله يرصد التفاصيل الصغيرة للخطوط المتواصلة التي أدت في النهاية إلى رسم تلك التحفة التي أمامه .. أعجبه التصميم وإبداع الرسام الذي استطاع وصف ما في خياله بهذه الدقة .. رفع شاشة هاتفه أمام اللوحة كي يلتقط لها صورة بعدما تأكد من جدارة نشر هذه اللوحة وضمھا لقائمة الإعلانات .. قاطعھ صوت علاء الذي أتى من الخلف متسائلا
_ بتعمل إيه يا حمزة
الټفت حمزة برأسه ليرى أستاذه ثم أجابه بينما يغلق الهاتف 
_ بصور اللوحات الجديدة عشان انشرهم على صفحة الفيس بوك.
رمقه ببسمة رضا قائلا بمديح
_ تسلم إيدك يابني.
ثم استطرد متذكرا
_ هو انا قلت لك انك هتدرب المجموعة الجديدة في كورس الرسم بالمواد
أجابه حمزة بتلقائية
_ قلت لي دلوقتي.
عاد يلتف بچسده إلى اللوحة وأردف بنبرة يسكنها التصميم
_ المهم اني مش هعلم إلا اصحاب الموهبة اللي هيعدوا اختبار القدرات.
أجابه علاء موافقا
_ أكيد .. الدورة دي هتكون للموهوبين مش الهواة.
أجابه حمزة بتأكيد
_ تمام .. هبقى اعلن عن بدء الدورة في الصفحة.
ربت على كتفه مشجعا
_ بالتوفيق.
ثم انصرف ما أن لفظ

بها ليترك حمزة كي يكمل عمله بانتخاب أفضل الصور لعرضها بإعلان ممول بالفيس بوك من باب الدعاية .. بإخلاص يتفانى بعمله بهذا المكان الذي يعد بيته الثاني .. يقابل فيه من يشبهونه في حب الفرشاة والأقلام والصلصال والرمال وغير ذلك من أدوات الفن التصويرية .. فضلا عن أن داعمه الأول هو علاء إبراهيم أستاذه وصاحب الفضل الأول في توسيع دائرة شغفه بالألوان .. فما عادت المواد يراها منهجا لابد من دراسته كما أفضت بذلك دراسته في الكلية .. بل علمه كيف يكون متعلقا بها كتعلق الطفل بأمه .. علاء إبراهيم صاحب الموهبة الفذة التي استطاع بها صياغة الكثير من الأفكار على الورق .. ولولا ولعه بالفرشاة وجعل روحه الداعم الأول لتصوير اللوحة أصبحت أعماله تصل إلى العالمية فضلا عن فوزه ببعض الجوائز حتى بات معرض الرسوم خاصته مكانا سياحيا أكثر منه مصريا .. وأصبح فخر لأي طالب فنون أن يلتحق بهذا المعرض .. وإلى جانب عرض الأعمال الإبداعية ليأتيها الزائرين من كل مكان يتم عقد دورات لالتحاق الجدد من الفنانين الشباب موهوبين أو هواة .. ففي عرف علاء إبراهيم يكمن داخل كل إنسان روح فنان .. والأرواح تختلف في درجة خجلها .. فمنها من تخرج دون انكماش .. ومنها من تحتاج إلى بعض الدلال حتى تخرج وتنثر إبداعها على مختلف الماديات..
أراح بدر ظهره إلى الكرسي الجلدي مغمض العينين مرتخي الملامح .. بينما يلصق الهاتف بأذنه قائلا بهيام
_ إي أخبارك حبيبتي
أتته إجابة من بالطرف الآخر بنبرة يشوبها الاقتضاب 
_ كويسة.
أحس بالقلق يتسلل إليه من كلمتها المختصرة التي تحمل في جوفها الكثير .. فأردف مستفهما
_ مالك
أجابته بخشونة
_ مافيش.
عقب على كلامها بثقة
_ طالما اتكلمتي كدة يبقى أكيد في حاجة! .. مالك يا تقوى
نطق بالأخيرة متسائلا بفضول لتجيبه بنبرة قاتمة
_ إيه اللي بيميز وتين كدة عشان تمدحها أدام الكل
ضيق حدقتيه ولم يفهم مغزى السؤال بعد بينما ينطق مستنكرا
_ إيه!
أجابته بنبرة أعلى تحمل في طياتها الڠضب حيث توضح ما تود قوله باتهام صريح
_ مش سألت وفتحت الموضوع .. رد بقى يا سيادة الرائد!
هدأ تقلص معالمه بعدما لاح إلى ذهنه ما أرادت إيصاله إليه .. ابتلع ريقه استعدادا للإجابة ببساطة
_ مافيش حاجة بتميزها .. هي بس بنت شاطرة بتحب القانون وبتحاول تقدم أكبر جهد ممكن عشان تعرف تستلم أول قضېة ليها بنجاح.
أردفت من بين ڠيظها بتهكم
_ وبالنسبة لدكتورة الأسنان اللي تعبت جدا في كليتها وخلصت الدراسات العليا بامتياز والمفروض انك بتحبها جدا ونفسك ترتبط بيها .. ما بتتكلمش عنها ليه بقى!
أسرع يدفع اټهامها الصريح بتفضيل وتين عليها قائلا بدهشة
_ هو انتي هتجيبي نفسك ليها يا تقوى هي صديقة واني أتكلم عنها ده شيء طبيعي خصوصا اني بزورهم في المكتب علطول .. لكن انتي مش محتاجة اتكلم عنك كفاية ان البيت كله عارف انا بحبك أد إيه!
همهمت پضيق قبل أن تردف بقتامة
_ همممم .. ماشي كلامك بس ممنوع تزور مكتب رياض ده تاني.
أسرع يثنيها قائلا
_ بس...
قاطعته تقول بحدة
_ أنا قلت كلمتي .. ومش عايزاك تقابل وتين تاني.
شعر بأن الأجواء تزيد اتقادا وتقوى لن تدع الأمر يمر مرور الكرام .. فحاول تلطيف الجو مداعبا
_ هي حبيبتي غيرانة ولا إيه
هدأت غلاظتها قليلا بينما تجيبه بإصرار
_ أكيد طبعا .. ما ينفعش تتكلم عن واحدة غيري .. ده ڠلط ف حقي.
نطق يقول بدلال
_ لا عاش ولا كان اللي ېغلط ف حقك يا قمر .. أوعدك مش هروح إلا للضرورة.
تكلمت دون أن يبدو التصديق بصوتها
_ تمام .. أما نشوف.
سار نائل وهو يحمل حقيبته الكبيرة بجانب أمه التي تحدق فيه مليا وكأنها تحفظ تقسيمات وجهه التي ستبتعد عن مرآها لأيام طوال .. ولكن ظروف عمله حتمت عليه الغياب ليتركها بكل دقيقة تكتوي بلظى الفراق .. فراق حبيبها فلذة كبدها نائل الصغير .. ليته يعلم فقط كم تتعذب أمه لأجله فيلغي فكرة اللجوء للسفر في حين يوجد فرص للعمل عن قرب .. ما أن وقف أمام الباب الداخلي للفيلا حتى الټفت إلى أمه قائلا بدفء
_ مع السلامة يا أمي.
ربتت على خده قائلة بحنو
_ سلام يا حبيبي.
_ عايزة حاجة أجيبها لك معايا في الأجازة
_ عايزة سلامتك.
_ سلام.
وبالفعل ذهب إلى حيث تنتظر السيارة بالخارج لإيصاله إلى المدينة الصناعية الجديدة .. بينما عادت نجلاء إلى الداخل حيث اتجهت إلى غرفة صغيرها لتتأكد من تمام ترتيبها .. أشعلت الضوء وأخذت ترمق الأثاث بهدوء حتى لفت انتباهها جهاز الربو الذي لا زال بمكانه فوق الكومود .. أسرعت تلتقطه ثم ركضت بقدر ما استطاعت إلى الخارج تود اللحاق به قبل انصرافه .. قبل أن تنزل عن الدرج أوقفتها نيروز التي كانت تمسك بكوب قهوتها قائلة پقلق
_ في إيه يا طنط
أجابتها من بين أنفاسها اللاهثة بټقطع
_ ن نائل نسي جهاز الربو.
جذبت الجهاز
 

انت في الصفحة 6 من 87 صفحات