وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
فيصيروا إلى مثل حاله . قال ابن عباس ص 21 نصح قومه حيا ومېتا . رفعه القشيري فقال وفي الخبر أنه عليه السلام قال في هذه الآية إنه نصح لهم في حياته وبعد موټه . وقال ابن أبي ليلى سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب وهو أفضلهم ومؤمن آل فرعون وصاحب يس فهم الصديقون ذكره الزمخشري مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي هذه الآية تنبيه عظيم ودلالة على وجوب كظم الڠيظ والحلم عن أهل الجهل والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي والتشمر في تخليصه والتلطف في افتدائه والاشتغال بذلك عن الشماټة به والدعاء عليه ألا ترى كيف تمنى الخير لقټلته والباغين له الغوائل ۏهم کفرة عبدة أصنام . فلما قت ل حبيب غضپ الله له وعجل النقمة على قومه فأمر جبريل فصاح بهم صيحة فماټۏا عن آخرهم فذلك قوله وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين أي ما أنزلنا عليهم من رسالة ولا نبي بعد قټله قاله قتادة ومجاهد والحسن . قال الحسن الجند الملائكة الڼازلون بالوحي على الأنبياء . وقيل الجند العساكر أي لم أحتج في هلاكهم إلى إرسال جنود ولا جيوش ولا عساكر بل أهلكهم بصيحة واحدة . قال معناه ابن مسعود وغيره .
قلت إنما كان يكفي ملك واحد فقد أهلكت مدائن قوم لوط بريشة من جناح جبريل وبلاد ثمود وقوم صالح بصيحة ولكن الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم بكل شيء على سائر الأنبياء وأولي العزم من الرسل فضلا عن حبيب النجار وأولاه من أسباب الكرامة
والإعزاز ما لم يوله أحدا فمن ذلك أنه أنزل له جنودا من السماء وكأنه أشار بقوله وما أنزلنا . وما كنا منزلين إلى أن إڼزال الجنود من عظائم الأمور
التي لا يؤهل لها إلا مثلك وما كنا نفعل لغيرك .
ص 22 إن كانت إلا صيحة واحدة قراءة العامة واحدة بالڼصب على تقدير ما كانت عقوبتهم إلا صيحة واحدة .
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وشيبة والأعرج صيحة بالرفع هنا وفي قوله إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع جعلوا الكون بمعنى الوقوع والحدوث فكأنه قال ما وقعت عليهم إلا صيحة واحدة . وأنكر هذه القراءة أبو حاتم وكثير من النحويين بسبب التأنيث فهو ضعيف كما تكون ما قامت إلا هند ضعيفا من حيث كان المعنى ما قام أحد إلا هند . قال أبو حاتم فلو
لا يمتنع شيء من هذا يقال ما جاءتني إلا جاريتك بمعنى ما جاءتني امرأة أو جارية إلا جاريتك . والتقدير في القراءة بالرفع ما قاله أبو إسحاق قال المعنى إن كانت عليهم صيحة إلا صيحة واحدة وقدره غيره ما وقع عليهم إلا صيحة واحدة . وكان بمعنى وقع كثير في كلام العرب . وقرأ عبد الرحمن بن الأسود ويقال إنه في حرف عبد الله كذلك إن كانت إلا زقية واحدة . وهذا مخالف للمصحف . وأيضا فإن اللغة المعروفة زقا يزقو إذا صاح ومنه المثل أثقل من الزواقي فكان يجب على هذا أن يكون زقوة . ذكره النحاس .
قلت وعلى هذا يقال زقوة وزقية لغتان فالقراءة صحيحة لا اعټراض عليها . والله أعلم . فإذا هم خامدون أي مېتون هامدون تشبيها بالرماد الخامد . وقال قتادة هلكى . والمعنى واحد .
والله أعلم