إبنة_الصياد
لكن لمّا رآها تعمل بجد هدأت ثائرته
وقال لها: هيا أسرعي وإلا تأخرنا عن الطعام ولا تنسي أن تعجني لنا خبزة شعير
تسللت زوجة الأب إلى المطبخ وزادت الملح في الطعام والخبز ولما أكل أبوها غضب منها وإتهمها بالإهمال وقلب القدر ورمى الخبز على الأرض وقال لها: هات القلة فأنا أشعر بالعطش لكنها وجدتها فارغة،
قالت لها زوجة الأب: إملئي الدلو من البئر واحمليه وحدك عقابا لك
لم تعرف عيشة أنها هي من أفرغ القلة أحست بالدموع تجري على خديها فمنذ أن ماتت أمها وهي تعيش أياما قاسية لا تطاق،ولم تكن لها ما تفعله إلا الصبر
وصلت عيشة للبئر لكنها وجدت امامها اثنين من الفرسان واقفين وقد إستبدت بهم الحيرة ولم يعرفا كيف يصلان للماء لأنه لم يكن هناك دلو ولما رأوا عيشة فرحا،
وطلبا منها ان تسقيهم ورغم خوفها من أبيها الذي أمرها بعدم التأخير إلا انها ملئت الدلو بالماء وقدمته لهم وقالت تفضلوا، وشربا وملآ قربة كانت معهما ولما هما بالإنصراف دعيا لعيشة بالخير
وقال الاول ان شاء الله كلما ما تضحكين يتناثر الذهب من فمك وكل ما تبكين تصب المطر
وقال الفارس الثاني ان شاء الله أينما تمشين تجرّين ورائك الحرير وتلتحفين به
فرحت عيشة بها الدعوات الطيبة واستبشرت بها خيرا وأنزت الدلو وملئته بالماء مرة ثانية رغم أن البئر كان عميقا. لمّا إتجهت إلى الدار أحسّت بالتعب وبالألم في يديها وهي تجر الدّلو الثقيل
لكن في منتصف الطريق سمعت صوتا يناديها ويقول لها:ياعيشة اسقيني ماءا ولما التفتت حولها لم تجد أحدا ولكنها سمعت الصوت مرة ثانية يقول:هذا انا يا عيشة شجرة البرتقال ونظرت البنت للشجرة ووجدتها يابسة تكاد تموت فسقتها ورجعت للبئر لتعيد ملئ الدّلو.
ذهبت إلى الدار ولمّا كادت تصل أمام الباب سمعت صوتا آخر يناديها وهذه المرة كانت قطة صغيرة ممدّدة على حافة الطريق وقالت لها: أنا مريضة اسقيني رحمك الله
أحست عيشة بالشفقة عليها فمسحت رأسها وسقتها حتى إرتوت ودبّت فيها الحياة لم يبق في الدلو سوى قليل من الماء فرجعت المسكينة للبئر وهي تجر قدميها وملئت دلوها
وعرفت أنها تأخرت كثيرا وكان عليها أن تسرع رغم الآلام في قدميها