إبنة_الصياد
فقالت لهما ليس خادمة أبوكما !!! فدعيا عليها،وقال الأول: إن شاء الله كلّما فتحت فمك خرج منه الدّود والصّراصير،أمّا الثاني فقال:إن شاء الله كلّما مشيت نزل بولك على قدميك،فسخرت منهما ثم واصلت طريقها.
وإذا بشجرة البرتقال تناديها،وتطلب منها أن تسقيها،فلمّا رأت أنّها يابسة قالت لها:سأخبر أبي ليأتي وسجعل منك حطبا للمدفأة !!! فدعت عليها وقالت:إن شاء الله تكون رائحتك نتنة كلسانك القذر،فضحكت منها،وإنصرفت.
ولمّا كادت تصل إلى البيت وجدت القطة فتوجعت أمامها، وقالت لها: أنا مريضة، إسقيني شربة رحمك الله،فردّت عليها:ستبقين مكانك حتى تأتي الفئران، وتأكل ذنبك، ستكونين أكثر جمالا دون ذنب !!!غضبت القطة،ودعت عليها وقالت: إن شاء الله تأتيك في الظلام، وتأكل أذنيك لتصبحين أكثر قبحا.
لمّا رحعت إلى البيت،وضت الدلو في المطبخ وجلست تستريح،فلما رأتها أمها قالت:هل نفذت ما قلته لك ؟ أجابتها:نعم يا أمي !!! فتحت لها السرداب،وأدخلتها،
وقالت لها: سأعطيك سلة طعام،وإذا إحتجت شيئا أطرقي الباب بقوّة وسأفتح لك،هيا إنزلي،ولا تخافي،لن يحصل لك شيئ،ستأتيك قطة بيضاء،،فاتبعيها، وستجدين في طريقك الذّهب والحرير.
جلست الفتاة في الظلام،وفجأة رأت عشرات العيون الحمراء تحملق فيها،أحست بالذعر،فأشعلت عود حطب،كان هناك جيش من الفئران الصغيرة هجمت عليها وأشبعتها عضا وقرصا،بدات تجري وتصرخ،وتحاول إبعادها عن وجهها،
لكنها قضمت أذنيها،ولمّا توغّلت وسط الدهليز،وجدت صندوفا من الفضة،ففرحت،وبمجرّد أن فتحته هجمت عليها الدّيدان والصّراصير، ودخلت في أثوابها وفمها،وأخذت تتخبط وتضرب نفسها، ثمّ واصلت الجري،حتى تعبت، ووقفت وهي تلهث.
نظرت حولها فرأت جرة ماء بارد،فأخذتها وشربت، وبعد لحظات بدأ بولها يسيل على ساقيها، ولم تعد قادرة أن تتحكّم فيه،صرخت، وواصلت الجري،فصادفها صندوق مليئا بعطر الزّهر البرّي،ولمّا فتحت أحد القوارير،فاح شذاها في الدهليز،فقالت:سأصب على نفسي شيئا منه، فحالتي أصبحت شديدة السوء !!! لكن بعد قليل أصبحت تفوح منها رائحة العفن،أمسكت أنفها،ورجعت إلى مدخل الدهليز،وأخذت تطرق الباب بشدة، وهي تصيح بأعلى صوتها.