الأربعاء 27 نوفمبر 2024

إبنة_الصياد

انت في الصفحة 13 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

في الصباح جاء موكب السلطان فأقبلت الجواري على عيشة، وأعددن لها حماما ومشطن شعرها وألبسنها ثوبا من الحرير الوردي ووضعن عقود اللؤلؤ في رقبتها والأقراط في آذانيها وخلاخل الذهب في رجليها

ولمّا خرجت لتركب في مركبها بهت كل من رآها من الأعين وأولهم السلطان الذي كان منزعجا من أن عيشة ليست إبنة ملوك لكنه سكت لما شاهد حسنها البديع وتحول إنزعاجه إلى غبطة فقبل رأسها وقال: أهلا بإبنتي سترفعين قدرنا لما يأتي جيراننا من السلاطين لحضور عرسك فلا أحد منهم له جارية مثلك في قصره.

كانت امرأة صياد السمك تكنس أمام بيتها حين رأت موكب السلطان قالت في نفسها: لا شك أن زوجته أو إحدى بناته داخل المركب فهو مجلل بالحرير لكنها تعجبت لماّ رأت الموكب يقترب منها والتفتت يمينا وشمالا فلا يوجد غير دارها الصّغيرة فماذا جاء السّلطان يفعل هنا

قطع عليها حبل أفكارها أحد العبيد يسألها عن زوجها أجابت: إنه بالداخل

قال لها: أطلبي منه أن يجيئ لاستقبال مولاي السلطان هيا أسرعي يا امرأة ولا تدعينا ننتظر زاد تعجبها لكنها جرت إلى داخل الدار وقالت لزوجها هناك ضيف في انتظارك،

سألها ومن هذا الذي جاء ليقلق راحتي

أجابته: إنه السلطان

قال: ويحك هل هذا وقت المزاح ؟

ردّت عليه: إنها الحقيقة أخرج وانظر بنفسك إن لم تصدقني

لما خرج قال له العبد: تعال سلم على سيدك

ولمّا رأى السلطان واقفا أمامه اعتقد أنه جاء لجمع الضّرائب فأخرج صرة من المال

وقال له: أعذرني يا مولاي أني تأخرت في الدفع

ضحك السّلطان وقال: لم أجئ لأخذ مالك بل لخطبة ابنتك عيشة

إحتار الرجل وقال: لقد اختفت في الغابة ولا أعرف مكانها !!! أجاب السّلطان: لا تقلق إنها معي في المركب

ثمّ ناداها وقال: تعالي يا عيشة

جاءت البنت إلى أبيها وهي في أحلى زينة فعانقها

وقال: كيف تذهبين وتتركينني ؟

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 17 صفحات