قصة للعبرة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
يارب إن غلبه طمعه في مالنا فابتليه بما لا يستطيع معه المقاومة ويجعله هو من يركض خلفنا ليرد لنا المال .
والصديق يتهرب ويبتعد ، والمغترب صدمته تُقيده ، والزوجة تدعو كثيرًا ولم يطلبوا التدخل من أحد لأن القانون لن يحمي المخذول في صديقه ولا المُستأمن صديقه ولا الواثق في صديق عُمره الذي نهب ماله !
وبدون مُقدمات وجدوه يومًا وقد جاء بنفسه دون أن يركض خلفه المسكين ، كان شكله في غاية التعب :
-في الغد نذهب للجهة المسؤولة لأُعيد لك أرضك
وفعلا في اليوم التالي جاءه صباحًا دون حديث وذهبا وتم تسجيل الأرض باسم صاحبها ، وغادر كل واحد في طريق لن يلتقوا فيه أبدًا وبعدها بأشهر قليلة تُوفي الصديق بعدما دمره المرض الذي باغته أثناء هروبه ورغم إعادته الأرض لصاحبها لكنه لم يُشفى من مرضه .
لم تنتهِ القصة عند هذا الحد أيضًا بل حين همّ صاحب الأرض ببيعها اكتشف أن الأرض ثمنها الأصلي سبعون ألف جُنيه فقط وليس السعر الذي دفعه وسجله الآخر في العقد !
لم يصدمه الأمر كثيرًا فقد خُذل من صديقه الخُذلان الأكبر سابقًا لكنه لم يُسامحه ، حتى أن صديقه هذا كان يأتيه في المنام يتعذب طالبًا سماحه فما استطاع أن يسامحه ومات بعده بسنوات ولم يستطع أبدًا مسامحته .
مضت الأيام ومضى معها العمر وتبخر المال الذي تركه الصديق لأولاده حتى لم يعد لديهم من ماله شيء ، وكبر أولاد المُغترب والبركة في مالهم القليل المتبقى تمنعهم من مد أيديهم لأحد .
المال الحرام لن ينفع صاحبه ، ومهما ادخر الإنسان من المال الحرام لينفع أولاده فلن ينفعهم أبدًا بس سيزيد من وقع الضرر عليهم .
بالمناسبة القصة حقيقية ونشرتها للعظة والعبرة ربما يوشك أحدهم أن يغلبه الطمع في مال ليس من حقه فيُعاقب في الدنيا ويُحرم من كل شيء ويبقى عقاب الآخرة في انتظاره .