مشرحة زينهم
نزلت... وطلبت جوزها جه.. الولد في حالة توهان... بس مجرد انه جاى معاها يبقي استبعدنا السبب الرابع علي طول.
سألته ايه حصل... قاللي كانت بتصلي وحكالي القصة... كطبيب شرعي كل اللي محمود حكاه ده ميشغلنيش... انا مشغلنيش غير كلمة واحدة... شفت خيال... اه ايه الخيال ده بقي يا محمود... قال خيال ع الحيطة... اه خيال ايه يعنى انسان حيوان ايه بالظبط... قاللي لا ده خيال زى انسان بس طويل جدا واصل للسقف...
امممم.. هنشوف...
يللا يا اتش.. يا دوب همشي لقيت ست طيبة كده بوش برئ جدا بتقوللي بتماسك لو سمحت يا دكتور... قبل ما تنطق كنت عارف انها امها وعاوزة تشوفها... وممنوع مخلوق يدخل جوه.. فما بالك بعيون أم فقدت بنتها ليلة فرحها...
الست وشها برئ بشكل يشدك...قبل ما تكمل... قولتلها انتى أمها وعاوزة تشوفيها.. قالتلي آه...قلت دخلها يا هشام... بص ليا باستغراب وفتح الباب المصفح ودخلها...
و قفل
طول الطريق للقاعة بحاول اواسيها والست صابرة ومؤمنة ومتماسكة جدا... كل ده وانا لسه مشوفتش البنت اساسا...
و قفتها بره القاعة... وقولتلها استنى
ناديت علي هشام... خليته دخل الاول شال أي أدوات زى المنشار والسكاكين والمشارط عشان الأم متشوفهاش وده شئ لواحده يقتلها... وكمان يغطى البنت ميظهرش غير وشها بس... عشان لو كان فيها حاجة الام متعملش شوشرة علي ما نخلص شغلنا...
دخلت معاها القاعة...
ببص علي البنت لاول مرة... ملاك نايم مبتسم هادئ رزين مطمئن سعيد مضيئ.. شكلها يفرح..
الأم شافتها... ابتسمت بهدوء... باست جبينها... وقالتلها " طبتى حية وميتة يا حبيبتى.. إنا لله وإنا إليه راجعون..... لا إله الا الله" ولفت عشان تمشي بنفس الهدوء اللي دخلت بيه... ايه الايمان ده... ايه التماسك والصبر ده... وصلت عند باب القاعة وداخت كانت هتقع... سندتها بسرعة... هشام جاب كرسي... قعدتها في الكوريدور اللي قدام الباب... الست دايخة شوية... وصعبانة عليا بشكل رهيب... وفي نفس الوقت مش هشرح بنت وأمها قاعدة برة.. مستحيل...
قولتلها تعالي يا ماما... محبيتش أخرجها بره... سندتها ووديتها غرفة الأشعة اللي في آخر الكوريدور تماما....
و دى غرفة بعيدة عن القاعات قعدتها في الأنتريه... طلبت ماية... طلعت جيبتلها ماية وعصير من تلاجتى.. رفضت العصير واخدت المية شربت حاجة بسيطة جدا... وطلبت سجادة صلاة لحد ما نخلص... جيبتلها سجادة صلاة فرشتها وبدأت تصلي
سيبتها في هدوءها الرهيب وخشوعها... ورجعت قاعة التشريح.... مبهرة ابتسامتك ياوفاء... مربكة... اخدت كام صورة.... واضح تماما ان البنت خالية من أى اصابات مشتبهة وواضح انها ما زالت عذر١ء.. وواضح ان مفيش اي سبب جنائي للوفاة وإن السكتة القلبية هي السبب الحقيقي للوفاة... في وسط الريكوردينج ومتابعة ادق التفاصيل لقطع أي شكوك... شفته،
باب القاعة باب خشبي بتدخل يقفل وراك وبيتفتح في الاتجاهين.. الجزء العلوى فيه ازاز..
وانا شفته من خلال الإزاز...
شفته... الرؤية مشوشة من الازاز المشغول لكن شفته... طويل جدا واصل للسقف.. علي هيئة ضوء