مشرحة زينهم
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
من ساعة ما جه قاعد في الميكروباص اللي هناك ده... طيب... ادخل... فتحت الباب ودخلته... اخدته بهدوء لغرفة الأشعة..
شاف حماته... انهار..فضل يبوس ايديها... هديته.. قعد يتكلم معايا
قاللي دى اطيب ست عرفتها في حياتى... دى كانت تدينى فلوس تقوللي روح هات شبكة لخطيبتك بعد ما تحلفنى علي المصحف انى مجيبش سيرة لمخلوق ولا لبنتها... تدينى فلوس تقوللي هات هدايا لخطيبتك وتحلفنى... حتى فلوس الفرح هيا اللي مدياهالي... وانهار في البكاء...
حاولت استغل الموقف...
بص يا محمود... يبقي من واجبنا عليها اننا نخلص كل الاجراءات في هدوء ومن غير اي شوشرة... انا هجيب دكتور الصحة هنا وهخلص الاجراءات كلها... انت معاك ما يثبت انك جوز بنتها... رد قال لا.. انا لسه ما اخدتش القسيمة... طيب فين ابنها... بره في الميكروباص... طيب انا هطلعله وانتا خليك هنا هجيبه بهدوء عشان نعمل الاجراءات
طلعت.. الناس حاسة ان فيه شئ غريب بيحصل... رحت بكل هدوء للميكروباص احمد قاعد في آخر كرسي وساند راسه علي الشباك.. كنت خايف عليه من الصد@مة... فتحت الباب... طلعت اقعد جنبه... ملتفتش ليا اساسا...
قولتله انتا مؤمن ؟
مردش عليا... حركت ايده... وقعت
احمد م١ت
انا عاوز حد بس يحط نفسه مكانى... الناس واقفة بعيد وبتبص... وطالع اقول لإبن انه أمه اللي كانت جاية تاخد جثمان اخته ماتت... فالاقيه م١ت...
يا الله..
بدأت أسنده وأنيمه علي الكرسي... الناس بدات تيجى... كلام كتير حواليا مش سامعه ولا عاوز اسمعه... احمد م١ت
و بنفس الابتسامة.... نفس الابتسامة...
الناس بتصرخ وتعيط وانا راجع المشرحة مش عارف فعليا ايه ده.. هل ده حلم ؟
طلعت مكتبي من غير اي كلمة...
قفلت الباب من الداخل
و لم أنهار في حياتى زى اللحظة دى..
يا الله... ايه اللي بين التلاتة دول وبين ربنا... ايه العهد اللي أخدوه انهم يعيشوا مع بعض ويرحلوا مع بعض... ايه البنت اللي ماتت اول يوم تبعد فيه عن امها... وامها واخوها يموتو في اول يوم تبعد فيه اختهم عنهم... ايه الابتسامات التلاتة الهادية دى.... وايه اللي شوفته تحت ده.؟.. معقول... وهل لما كان خارج من الأوضة وكهرب جسمى كله كان رايح لاحمد؟.. وليه بيظهرلي انا... وليه في المشرحة.. أسئلة اسئلة اسئلة.. وهل مoت السجود ده سهل كده؟... احنا فين من الناس دى... ايه الهدوء والس،ـكينة اللي ختموا بيه حياتهم ده...
كل الأحداث دى مأخدتش نص ساعة تقريبا...
نص ساعة اتغير فيها بالنسبة لي الكون كله....
غسلت وشي... قرآن الفجر في مسجد السيدة زينب القريب يبدأ.... واقسم بالله العظيم كانت هذه هي التلاوة...
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم *
و ختم التلاوة ب " وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"
لا اله الا الله
نزلت... التلاتة جنب بعض علي ترابيزات... في قداسة رهيبة... كأنى واقف قدام ناس من زمن الصحابة.. ناس لا ده زمانهم ولا ده مكانهم
حاولت ادفع رسوم الغسل والاكفان للتلاتة... محمود رفض... قاللي وفاء مديانى فلوس لكده وقالتلي هتحتاجهم..
اخدت العنوان... حضرت صلاة الجنازة والدفن.. ظهر فيهم لي كرامات مهولة.... قعدت مع محمود... حكالي كل اللي حكيته فوق بالتفصيل... محمود النهاردة من أعز اصدقائي... عشان حاجة واحدة بس... يحكيلي عن الحاجة فاطمة.....
صلحوا اللي بينكوا وبين ربنا... كل اللي فوق التراب تراب... مفيش حاجة مستاهلة
كل إللي فوق التراب تراب.... اللهم ردنا إليك ردا جميلا