إبنة_الصياد
قالت في نفسها: سيضربني أبي اليوم وربما حبسني في الدهليز المظلم لكن لا يهمني، فلقد فعلت الخير، وأمي دائما توصيني بذلك
مع ذالك لا تعلم مسكينة عيشة ماذا ينتظرها في البيت
الثاني
......... في طريق عودة عيشة قالت في نفسها: سيضربني أبي اليوم وربما حبسني في الدهليز المظلم لكن لا يهمني فلقد فعلت الخير وأمي دائما توصيني بذلك
قطعت شجرة البرتقال عليها أفكارها وسمعتها تقول: أشكرك يا عيشة أرجعت لي عطري وان شاء الله يكون لك عطر الزّهر البري وبعد قليل سمعت القطة تدعو لها وتقول: أرجعت لي نور عيني إن شاء الله أضيئ لك الليالي المظلمة،
وفرحت عيشة بها الكلام الجميل ونسيت تعبها وحزنها واصلت طريقها للبيت
في غيابها لم تدع امرأة أبيها فرصة إلا وشتمتها وقالت ولا بد أن تعلمها الأدب وتكف عن تدليلها وفرحت لما رأت صياد السمك يتوعد عيشة ويقول لن أعطيها شيئا وحصّتها من الهدايا والملابس ستكون من نصيب إبتتك
لما دخات عيشة سألها أبوها لماذا تأخرت ألم يكفيك إفساد طعاميوالآن تتركيني دون ماء روت له ما حدث في الطريق فصاح وما يهمك من أمر الفرسان والأشجار سنرى هل ينفعك أحد لما تقضين ثلاثة أيام في الدهليز المظلم
والآن ضعي ملابس قديمة وإنزعي الذّهب من أذنيك فأنت لا تستحقين شيئا
إستغربت البنت من ثورة أبيها وعرفت أن زوجته اللئيمة كادت لها فشرعت في البكاء لكن قلب صياد السّمك أصبح قاسيا ولم يرحمها وبعد دقائق أصبحت عيشة كالمتسوّلة بثوب مهترئ وحذاء مثقوب ودفعها أبوها في ظهرها داخل الدهليز وأغلق الباب ورائها بالمفتاح
أحست عيشة بالخوف فلقد كان المكان رطبا ومظلما فإنزوت في ركن وبدأت تبكي وسالت دموعها غزيرة على الأرض وقالت يا ربي ماذا فعلت من شر لأستحق هذه الحياة التّعيسة
كلّ يوم صياح وعقاب أبوها الطيب تغير ولم تعد تعرفه لقد كانت سعيدة ومدللة لكن منذ أن ماتت أمها إنتهى كل ذلك
فإمرأة أبيها مثل زوجة اب وريقة الحناء في الحسد والغيرة اما لما رأت جمالها ووبراعتها في الطريزة والخياطة غارت منها وحسدتها وحاولت إذلالها وكلفتها بكافة أشغال البيت