قصة حرمان وعوض كامله
تستطيعين الإنجاب، وفاء! لن تكوني قادرة على الإنجاب أبدًا!"
كانت هذه الكلمات كمطرقة على قلب وفاء، كل كلمة تصدمها بشدة. لم تستطع الرد، بل بقيت صامتة، دموعها تنزل ببطء على وجهها. رحلت إلى غرفتها، حيث بدأت تبكي بحرقة.
عندما عاد زوجها من العمل ووجدها تبكي، سألها عن سبب دموعها. "ما يبكيك يا أجمل ما في حياتي؟"
ردت وفاء بصوت خافت، "تذكرت أمي وأبي." لم تكشف له الحقيقة الأليمة التي أحزنتها.
رد زوجها بكلمات تعزية، "ربنا يرحمهم، لقد تركوا لي الهدية الأجمل في الحياة. تعالي، لنتناول العشاء معا."
"لا، أنا متعبة، سأذهب للنوم" أجابت وفاء، وخرجت من الغرفة.
بقيت تبكي وتدعو الله، "يا رب، أنت الذي حكمت علي بما أنا فيه الآن، وأنت تعرف جرحي. يا رب، يا من تقول للشيء كن فيكون، أجبر خاطري وداوي جرح قلبي."وفاء كانت تعاني من الألم والحزن الشديد، وكانت تشعر بالثقل العظيم على كتفيها. لكنها لم تفقد الأمل، بل رفعت يديها إلى السماء وبدأت تدعو الله بكل ما في قلبها.
"يا ربي، أعطني الصبر والقوة لحمل هذا الثقل الذي يشبه الجبال. يا ربي، أنت تعلم أنني بذلت كل ما في وسعي ولم أقصر في حقك ولا حق زوجي. يا ربي، أجبر خاطري."
وبدأت تردد الدعاء، "ربي، إنني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. ربي، لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين."
وفاء نامت وهي تبكي، ولكنها واصلت التضرع إلى الله، الرحيم الكريم.
وبعد ليلة من الدعاء والابتهال، حدثت المعجزة. في منتصف الليل، استيقظت وفاء على صوت هادئ وخافت يدوي في أذنيها، "أن الله كريم رحيم... أن الله كريم رحيم."
استيقظت وفاء بشكل مفاجئ من نومها، وشعرت بشيء من الراحة والانشراح في صدرها. كان الراديو الصغير بجوارها يبث الآية القرآنية، "ولسوف يعطيك ربك فترضى."
وبعد أسبوع واحد فقط، اكتشفت وفاء أنها حامل. زوجها علي كان على وشك الانفجار من الفرح. وعندما حان وقت الولادة، كانت المفاجأة الكبرى في انتظارهم.